زر غبا تزدد حبا
أول من قال هذا المثل معاذ بن صرم الخزاعي إلا أنه جاء من طرق كثيرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بنفس المتن و قد تكلم فيها علماء الحديث و قالوا أنها لا تصح.
وذكره الميدانى فى (( مجمع الأمثال ))(1/322) :
(( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً . قال المفضل : أول من قال ذلك معاذ بن صرم الخزاعي ، وكانت أمُّه من عكٍّ ، وكان فارس خزاعة ، وكان يكثر زيارة أخواله ، فاستعار منهم فرساً ، وأتى قومه ، فقال له رجل ـ يقال له جحيش بن سودة ، وكان له عدواً ـ : أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه ؟ ، فسابقه ، فسبق معاذ ، وأخذ فرس جحيش ، وأراد أن يغيظه ، فطعن أيطل الفرس بالسيف ، فسقط ،
فقال جحيش : لا أم لك ؛ قتلت فرسا خيراً منك ومن والديك ! ، فرفع معاذ السيف ، فضرب مفرقه فقتله ، ثم لحق بأخواله ، وبلغ الحي ما صنع ، فركب أخٌ لجحيش وابن عم له ، فلحقاه ، فشد على أحدهما ، فطعنه فقتله ، وشدَّ على الآخر فضربه بالسيف فقتله ، وقال في ذلك :
ضَــربتُ جُحيشاً ضربةً لا لئيمةٍ ولكن بصـافٍ ذي طرائق مستكِ
قتلتُ جُحيشاً بعد قتـلِ جـوادِه وكنـتُ قديماً في الحوادثِ ذا فَتْكِ
قصدتُ لعمروٍ بعد بـدرٍ بضربةٍ فخرَّ صـريعاً مثـلَ عائـرةِ النسكِ
لكي يعلمَ الأقـوامُ أني صـارمٌ خزاعـةُ أجـدادي وأُنمى إلى عـكِّ
فقدْ ذقتَ يا جَحشَ بنَ سودةٍ ضربتي وجربتني إذ كنتَ مِنْ قبلُ في شَكِّ
ليرفـعَ أقـواماً حلولي فيـهمُ ويُزري بقــومٍ إنْ تركتُـهُمْ تـركي
تتوقُ غداةَ الروع نفسي إلى الوغى كتوق القطا تسمو إلى الوشل الركِّ
قال : فأقام في أخواله زمانا ، ثم إنه خرج مع بني أخواله في جماعة من فتيانهم يتصيدون ، فحمل معاذ على عير ، فلحقه ابن خال له ، فقال : خل عن العير ، فقال : لا ولا نعمت عين ،
فقال له : أما والله لو كان فيك خير لما تركت قومك ، فقال معاذ : زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً ، فأرسلها مثلاً )) اهـ .
قال الحافظ ابن حجر (( فتح البارى ))(10/499) :
(( وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال ، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره ، وقد جمعتها في جزء مفرد .
وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في (( تاريخ نيسابور )) ، والخطيب في (( تاريخ بغداد )) ، والحافظ أبو محمد بن السقاء في (( فوائده )) من طريق أبي عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة .
وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته ، قال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي ، وهو صدوق . وذكره ابن حبان في (( الثقات )) ، وقال ربما أخطأ وأغرب . قلت : واختلف عليه في رفعه ووقفه )) اهـ .