حديث " شراركم عزابكم "
الحديث: أخرجه أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة، أنه قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد، لقيت اللَّه بزوجة، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: وذكره، وفي سنده خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متروك.
ولهما أيضاً من حديث عطية بن بسر المازني مرفوعاً في حديث: أن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وشرار أمواتكم عزابكم، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف.
روى عبد الرزاق، في المصنف و أحمد في المسند واللفظ له، عن أبي ذر قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف بن بشر التميمي،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
يا عكاف هل لك من زوجة؟
قال: لا،
قال:
ولا جارية،
قال: ولا جارية؟
قال:
وأنت موسر بخير؟
قال: وأنا موسر بخير،
قال:
أنت إذاً من إخوان الشياطين، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم ، إن سنتنا النكاح شراركم عزابكم أراذل موتاكم عزابكم أبا لشيطان تمرسون، ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون أولئك المطهرون المبرؤون من الخنا. ويحك يا عكاف! إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف،
فقال: له بشر بن عطية ومن كرسف؟ يا رسول الله،
قال:
رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاث مائة عام يصوم النهار ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة الله عز جل ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه، ويحك يا عكاف تزوج وإلا فأنت من المذبذبين،
قال:
زوجني يا رسول الله،
قال:
قد زوجتك كريمة بنت أم كلثوم الحميري.
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن أبي ذر، وللاضطراب الذي وقع في أسانيده، وقال ابن حجر في المطالب العالية: حديث منكر.
والله أعلم.
وكذا هو بهذا اللفظ لأحمد من حديث أبي ذر رفعه أيضاً في حديث إلى غيرهما من الأحاديث التي لا تخلو من ضعف واضطراب، ولكنه لا يبلغ الحكم عليه بالوضع، ولذا أشار إليه ابن العماد في منظومته في العُقَّاد بقوله:
شراركم عزابكم جاء الخبر أراذل الأموات عزاب البشر
===========
المصدر :
انظر كتاب : المقاصد الحسنة
للإمام محمد بن عبد الرحمن السخاوي(831 : 903هـ- 1427: 1496م)
بتحقيق الشيخ عبد اللَّه بن محمد الصديق الغماري.