تقبل الله منك الدعاء أخي صهيب نادر و جزاك الله خيرا
من الأخطاء التي تمنع من حفظ القرآن الكريم : سوء الحفظ
لسوء الحفظ أسباب عدة منها ما يلي :
1- كثرة الذنوب و المعاصي لما سبق ذكره من كلام السافعي رحمه الله تعالى :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي
و اخبرني بأن العلم نور و نور الله لا يهدى لعاص
قال الله تعالى : و اتقوا الله و يعلمكم الله
2- عدم فهم معاني الأيات أو الكلمات ، و قد أشرت الى قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأُخر حتى يتعلموا ما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به. وسيرث بعدنا قومٌ يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم
فكلما تيسر الفهم تيسر الحفظ بإذن الله تعالى
3- عدم ضبط ما حفظ سابقا مع الإنتقال الى حفظ الجديد :
و سبب هذا الإستعجال ، تجد الحريص على حفظ كتاب الله تعالى يستعجل الحفظ و هذا أمر طبيعي إلا أن الله نهى نبيه عن ذلك
جاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى :
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه جبريل بالوحي كلما قال جبريل آية قالها معه - صلى الله عليه وسلم - من شدة حرصه على حفظ القرآن . فأرشده الله في هذه الآية:،و لا تعجل بالقرآن قبل أن يقضى إليك وحيه و قل رب زدني علما ، إلى ما ينبغي . فنهاه عن العجلة بقراءة القرآن مع جبريل ، بل أمره أن ينصت لقراءة جبريل حتى ينتهي ، ثم يقرؤه هو بعد ذلك ، فإن الله ييسر له حفظه . وهذا المعنى المشار إليه في هذه الآية أوضحه الله في غير هذا الموضع . كقوله في " القيامة " : لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه [ 75 16 - 19 ] ، وقال البخاري في صحيحه : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا موسى بن أبي عائشة قال : حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعالج من التنزيل شدة ، وكان مما يحرك شفتيه ، فقال ابن عباس : فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحركهما . وقال سعيد : أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما ، فحرك شفتيه . فأنزل الله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه [ 75 16 - 17 ] ، قال : جمعه لك في صدرك ، ونقرؤه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه [ 75 18 ] ، قال : فاستمع له وأنصت ثم إن علينا بيانه [ 75 19 ] ، ثم علينا أن نقرأه . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع . فإذا انطلق جبريل قرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قرأه
إذن ينبغي التمكن من ما حفظ في السابق قبل الإنتقال الى حفظ الجديد ، إذ أن ضبط الحفظ يدعو الى الزيادة منه و سوء الحفظ يدعو الى الملل و اليأس ، لابد من ضبط محكم للمحفوظ و يتجلى هذا عند التلاوة التي ليس فيها شك أو نسيان بل هي تلاوة تلقائية
لذا تجد الذين أخذوا القرآن على شيخ معلم أصحاب مهارة قد أتقنوا حفظ كتاب الله تعالى على مر السنين لأنهم تدرجوا في أخذ العلم خطوة خطوة ليس فيها إستباق المعلومات بل إحكام في أخذ العلم فلا ينتقل الطالب من مرحلة حتى يتمكن من سابقتها ، فلا يقبل الشيخ من تلميذه أخذ ربع جديد مثلا قبل ضبط الذي قبله
4- كثرة النسيان لإسباب يأتي تفصيلها لاحقا بإذن الله تعالى
5- عدم التركيز عند تلاوة القرآن
6- سوء المراجعة أو عدمها
7- عدم التخلق بأخلاق القرآن و عدم العمل بالعلم